بقلم : سيد محمد الياسري
نموت .. نموت .. ويحيى الوطن
ولو متنا فمن للوطن ؟
ابناؤنا احفادنا شهيد ابن شهيد من اجل الوطن ، كلمات رددها الاحفاد من صوت الاجداد فيهم من بقى صوته صادحا ، وفيهم كالصدى يتردد بعد غياب الجسد ، هكذا سمع صراخ الطفل حين ولد ١٩٥٨ في نابلس ، امتزج صراخ الثورة مع صراخ المولود يستابقان احدهما حين الضوء لاح عينيه فبكى منه والاخر من ظلام الاحتلال الصهيوني فيعدو للضوء ، غازي ابوكشك ، وليد صرخ من ضوء الفجر ، ليهب الى ضوء الفجر من جديد مع الثورة ويردد:
نموت .. نموت .. ويحيى الوطن
أعلامي حضر اسمه في سماء الاعلام ورقى من سلم فلسطين الى اهات الخلد التي يسمعها من انين ارضه من جور الاحتلال ليكن طائرا يحلق بين الافنان المنكسرة والاشجار ، مايقلع الاحتلال شجرة الا وغرد على اغصانها حزنا على شجرة اخرى يشاطرها حزن الموت البطيء والفناء المقصود ، عشرون سنة يحظر غازي ابوكشك من السفر خارج بلاده ، كي لا يصدح للعالم الاصم ان فلسطين مسلوبة ، كي يمنع من تغريدته عن فلسطين كي لايشدو للعالم مجروحة فـ لـ سـ طـ يـ ن هكذا يراها في فكره ، وقلبه، وعقله ،وحلمه ، ويقظته… ، وهو يصدح لها من اعلى الحنين الى اغوار الشوق في اعماق تاريخ اجداده ، الذين حاربوا للسلام والأمان ، والوطن المفقود جزء جزء ، كأن السرطان يلتهم خلايا ذلك الجسم ( فلسطين) هكذا هو يصارع المرض ، وأمل الأنتصار ينمو معه ، ومع اطفاله الذين توارثوا المرض وهو يأكل اجسادهم ، الى ان يأتي جيل يتخلص من السرطان ( الصهيونية)..
هكذا يرى الشعب الفلسطيني جيل نضال وشهادة (( المقَابر أخدتْ آعزَ النَاسَ علَى قلُوبنَا ،، فـ ياليتَ قلُوبنَا مقآبر .)) لم ينسَ ابوكشك العرب الذين اصبحت عندهم فلسطين صداع ، واصبح قتل الفلسطيني حبة بنادول تسكن صداعهم ، وكأنما يقولون للصيهونية متى تخلصينا من هذه القضية ((
فلسطين أصبحت صُدآع ونحنُ علبة بنادُول فآرغَة .)) وهو يتهكم ويسخر من مصروفات السعودية ((السعودية في المركز السابع عالمياً من حيث النفقات العسكرية مع العلم أن آخر حرب خاضتها السعودية كانت غزوة أحد)) لمن هذه الترسانة ، غزوة احد لان المشركين انتصروا ، اشارة رائعة من ابي كشك كأنه يردف قوله عن الصداع بدليل ، لماذا تخوض حربا مع اليمن !؟ دعهم يحلون مشاكلهم بانفسهم !؟ اليس لديك مشكلة عمقها التاريخي ابعد من مشكلة اليمن ؟ اليس مشكلة اليمن عرب مع عرب او يمن مع يمن ومشكلة فلسطين عرب مع صهيونية تريد خلع جذور الانسان؟ هذه المعاناة التي يعيشها غازي ابوكشك ليس معاناة وطن فقط بل معاناة ان الحقيقة لاتفهم ، لان العرب غير قادرين على القراءة ، وان كانوا يقرأون ، فانهم لايفهمون معنى كلمة فلسطين ولا محتل ولا قصف ولا جوع ولا امان ولا رعب ولا سلام انها لايفهمون الانسان ولا كلمته ((احياناً اكتب بعض الكلمات ذات معنى وأظن انى سأجد العديد من يفهمها ،، ولكنى لا أجد إلا قليل القليل ,, حتى أصبحت آشعر فى مخيلتى بأن المعاناه الحقيقية ..ليس في كلماتي بل في شعب يعيش في الوهم يقرا ولا يفهم…)) بل الفهم الذي يتبناه حتى على من حلم بكذبة الارض مقابل السلام ، ان الوطن يجب ان يكون حقيقة ، لا محافل دولية (( من يحتفل اليوم بدولَة بلآ أرض عليهِ أن لآينسَي أن هُناكَ مثل قديم في ثُراتهِ يقُول : أن الغبِي يفرح بشراءِ الحبل قبلَ شراءِ البقرَة .)) يطلق الحكمة من تجربة مع الحياة ، مع الواقع المر ، لا من احلام يقظة ، لاينفك مثلها كالسراب، هكذا كونوا مفاوضين اعطوني بقرة كي اشتري حبلا لها، لا تعيث في زرعك ولا زرعي ، احلبها متى ما اشاء… لربما امل الوحدة العربية التي آمن بها يوما في شبابة قد تلاشى بتكبير حين الذبح والقتل والسبي مع اخيه الفلسطيني حتى في مخيمات خارج فلسطين بسوريا ((لا تنادو بالوحدة العربية فالمسلم طاجاكستاني اقرب لنا من جارنا الذي مشط بيوت جيرانه وسرق سياراتهم بحجة التكبير وانها غنيمه تبا شعب مافلح الا في بعضه)) هنا ترك لنا رسالة ان السلام وحده القادر على الحياة وبدونه يفنى الانسان والاوطان معاً ، احب السلام حتى في صفحته الخاصة في الفيس رحب بعبارة ((نحترم ونرحب بالجميع المؤيد والمعارض الرجل و الانثي أما من يحمل السلاح الرجاء إلقاء سلاحه قبل دخول الصفحة ..)) يبحث عن السلام ، لان قلبه موجع من الشعارات التي ملأت طفولته حلما وكبر واشتعل الرأس شيبا ووجد ان رسل الحرية زائفون ، ودماء الثورة لهو القادة ولعبة الملوك والدول الاستعمارية ، وان الناس ذهبا حطبا ، تنير درب الاجيال القادمة لثورة تصير حطبا ، وهكذا يبقى النور يشع مادام الظلام ينتشر ((النجوم لايمكن أن تلمع دون ظلام ..))
غازي ابوكشك تكافأه موؤسسة السلام ، ولازال يحلم بالسلام والثورة التي تنجح بالحقيقة وبالابناء الذين يحبون وطنهم ، لازال ينظر الى قوافل الشهداء شموع تحرق نفسها من اجل خارطة رسمت بالدم ، وما زال يسأل العرب فلسطين ليس لوحدها بل عربية والعرب حين يفهمون ذلك يفهموا انهم لازالوا دولة ، بعد نهاية العملاء والخونة ((قد يعود الغائب و قد لا يعود ، و لكن تبقى حقيقةٌ ثابتةٌ أنّ الأمّة العظيمة لا تُهزم من الخارج قبل أنْ يقضي عليها أبناؤها من الداخل))
غازي ابوكشك في سطور
الاسم : غازي كمال ابوكشك
تاريخ الولادة: ١٩٥٨
المدينة:نابلس
الحالة الاجتماعية: متزوج
جنسية الزوجة : فلسطينية
تاريخ الزواج : ١٩٨٢/١/٢١
الابناء:طارق عصام عميد راكان البنات: هلن زينب
العمل الحالي :المستشار الاعلامي للمعهد الامريكي للدراسات الاستراتيجية
عمل سابقا:مراسل وكالة الانباء الفرنسية ومدير مو قع سما فلسطين الاخباري